بعدما علت اصوات المعارضة رافضة حصر المفاوضات برئيس مجلس النواب نبيه بري, حمل الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ورقة المقترح الاميركي لوقف النار وملاحظات حزب الله عليها على عدد من القيادات السياسية اللبنانية, فلقد استكمل جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار. وقرابة الواحدة من بعد الظهر, زار للمرة الثانية في يومين, عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال الدبلوماسي بعد انتهاء اللقاء في تصريح مقتضب, "لن نفصح تفاصيل عن هذا اللقاء المبني على لقاء الامس". وتحدث عن "تقدم ايجابي", معلنا انه سيزور تل ابيب لمناقشة الادارة هناك". ولفت الى "انجاز تقدم اضافي, وقال : سأنتقل خلال ساعتين الى اسرائيل في محاولة للوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك ولن أعلن المفاوضات علنا".
في هذا الإطار, زار هوكشتاين الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية, ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون, في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي وسفير لبنان السابق في واشنطن غبريال عيسى. أطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار, وتم استعراض بعض الافكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف اطلاق النار. وبعد الظهر زار هوكشتاين كليمنصو واجتمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.
وكان هوكشتاين التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب, ترافقه السفيرة الأميركية ومساعدته, في حضور النائب ستريدا جعجع ورئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان. هوكشتاين وضع جعجع في اجواء المفاوضات التي يجريها للوصول الى وقف لإطلاق النار والاتفاق على آليات تنفيذ القرار ١٧٠١, وهو في انتظار أجوبة الجانب اللبناني لنقلها الى اسرائيل في حال وجود ايجابيات جدية للبناء عليها. وأكد جعجع من جهته أن اي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية ١٥٥٩, ١٦٨٠, ١٧٠١ والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف, لن يكون ذا جدوى للبنان. وأشارت معلومات الى ان جعجع أبلغ هوكشتاين أن أي قرار أو حل خارج إطار تطبيق القرارات الدولية والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف لجهة منع أي جماعات مسلحة خارج الدولة وحل جميع الميليشيات هو مرفوض ولن يكون في مصلحة لبنان. وأكدت مصادر معراب ان اللقاء مع هوكشتاين كان جيداً جداً وهو مدرك لكل زوايا وتفاصيل الملف اللبناني.
كما زار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين كليمنصؤ للقاء رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط.
وفي حين أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأن هوكشتاين سيصل الليلة إلى إسرائيل, أشارت معلومات الى ان حزب الله أبلغ برّي أنه قَبِل بالوثيقة الأميركية وكانت لديه بعض التعليقات وأبلغ هوكشتاين عبر برّي أنه يجب أن يلتزم الفريقان بالاتفاق وليس فقط "الحزب", وان لجنة المراقبة لن تضمّ البريطانيين والألمان نتيجة رفض حزب الله وبالتالي ستضمّ الأميركيين والفرنسيين. من هنا يبدو أن الضمانة التي تطلبها إسرائيل ستتكرس بوجود الأميركي في لجنة المراقبة. وافادت ايضا ان النقاش لم يُحسم بعد في عدد من النقاط وأبرزها والتي هي عالقة ولا تأخذ حيّزاً مهمًّا من النقاش الإعلامي تتعلق بترسيم الحدود وتحديداً الخطّ الأزرق.
أما أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي لم يستطع انتظار مغادرة هوكشتاين ليعلن أن الحزب مستمر بالقتال وان ضرب تل ابيب جاء ردا على الاعتداء على العاصمة, موضحاً ان المعركة الحالية هي لصد العدوان الإسرائيلي الشامل. واضاف: كنا قد وافقنا سابقاً على طرح بايدن - ماكرون على قاعدة أنه يمكن إنهاء الحرب لكنهم اغتالوا نصرالله. وتابع: الطريق سالكة لإمداد مقاتلي حزب الله في الحافة الأمامية للمواجهات ولدى المقاومة قدرة على الاستمرار بهذه الوتيرة لفترة طويلة ولا يمكن لاسرائيل ان تهزمنا أو أن تفرض شروطها علينا. واذ اكد ان ملاحظاتنا على بنود هوكشتاين متناغمة مع ملاحظات رئيس البرلمان نبيه بري, اشار الى ان تفاوضنا تحت سقفين هما وقف العدوان وحفظ سيادة لبنان, وشدد على اننا لا نعلق الميدان بالمفاوضات. ولا أحد يستطيع ضمان وقف سريع لإطلاق النار في لبنان والموضوع رهن بجدية نتنياهو. ولفت الى اننا مستعدون للصمود والقتال مهما طال الزمن". كما طمأن الى ان "سيكون لحزب الله حضوره السياسي بعد انتهاء الحرب".
كما بعث برسالة مهمة في الملف الرئاسي باعلانه " اننا سنتعاون سياسيا في مسار انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية".
إلى ذلك, اعلنت الخارجية القطرية ان الرئيس الإيراني بحث مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الأوضاع في غزة وخفض التصعيد في لبنان, أوضح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أننا أمام مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل حول ورقة التزامات تشبه الى حد كبير ما جرى عام 2006 مع إختلاف الظروف. واضاف"الورقة الأميركية هي ورقة التزامات متبادلة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي تتعلق بكيفية وقف إطلاق النار تحت عنوان تطبيق القرار 1701".
ميدانياً, رفعت القوات الإسرائيلية العلم الإسرائيلي في بلدة شمع الجنوبية بعدما دخل علما الشعب, وشن الجيش الاسرائيلي سلسلة غارات على القرى الجنوبية .
في المقابل أعلن "حزب الله" في سلسلة بيانات ان عناصره استهدفت بالصواريخ تجمعاً للقوات الإسرائيلية ليلاً في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس, وعند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع بقذائف المدفعية. واعلن انه "هاجم بالمسيرات قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المُحتلّة". وقال: قصفنا برشقة صاروخية تجمعا لقوات العدو جنوبي مدينة الخيام كما استهدف ليلا البيان قوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا, بصاروخ موجّه, وتم تحقيق إصابات مؤكدة, ولدى وصول قوة مشاة إسرائيلية ثانية لسحب الإصابات, استهدفها المجاهدون بصاروخٍ موجّه ثانٍ, أوقع فيهم إصابات مؤكدة. حاولت عند الساعة 11:10 مساءً, قوة مشاة إسرائيلية ثالثة التقدم لسحب القتلى والجرحى, فاستهدفها المجاهدون بصاروخ موجه ثالث, وأوقعوهم بين قتيل وجريح, واستهدف أيضاً ليل الثلثاء - الأربعاء, تجمعًا للقوّات الإسرائيلية في موقع المرج (في محيط وادي هونين) المقابل لبلدة مركبا, بصليةٍ صاروخيّة.
وسط هذه الاجواء, نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه, المعاون أول الشهيد أيمن عبد اللطيف رحال والرقيب الشهيد آدم جرجي عون والرقيب الشهيد علي محمد حرب, الذين استشهدوا بتاريخ 19 /11 /2024 جراء استهداف العدو الإسرائيلي مركزًا للجيش اللبناني في بلدة الصرفند. اما الجيش الاسرائيلي فأعلن اليوم انه "لا يتحرك ضد الجيش اللبناني ". وأفاد الجيش العبري في بيان اوردته" فرانس برس" أنه "قصف موقعاً للبنية التحتية في منطقة الصرفند "كان ينشط فيه عدد من مقاتلي حزب الله", مضيفا أن "الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات محددة ضد حزب الله وليس ضد القوات المسلحة اللبنانية".
وفي المواكبة الخارجية للملف اللبناني, التقى بري في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق, بحضور السفير البريطاني هاميش كاول. كما يزور المفوض الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي لبنان الاحد المقبل.